الله لا يُشبه خلقه...
ليُعلم أنّ الله تبارك و تعالى واحد ،أحد ، صمد...و الواحد في حقّ الله هو بمعنى نفي الشريك عنه أي لا شريك لله في ذاته و لا شريك له في صفاته و كذالك لا شريك له في فعله ، و ليس الواحِد إذا أُطلق على الله يكون من حيث العدد ..حاشا لله...فالعدد مخلوق قابل للزيادة و النقصان .. فإذ قلنا يُوجد رجل و احد بالغُرفة..تكون الوحدانية هنا من حيث العدد..و مع أن هذا الشخص واحد ليس معه سواه بالغرفة، فإنَّهُ يُوجَدُ من يُشاركه في الإنسانية...أمّا الله سُبحانه فواحد بمعنى نفي الشريك عنه و عن صفاتِه و فعله...
أمّا الأحد فقد قال بعض العلماء هو بمعنى الواحد ...و قال آخرون ، الأحد ..معناه الذي لا يقبل الإنقسام و التجزّء لأنه ليس جسما ..الجسم ما تركّب من جزئين فأكثر و ما كان مُركّبا ( بفتح الكاف) كان بحاجة لِمُرَكِّبٍ ( بكسر الكاف ) و المُحتاج لغيره لا يكون إلها...
اللهُ تعالى ذمّ الكفّار الذين نسبُوا إليه الأبوّة فزعموا أن مخلوقا آنحلّ منه و جعلوا الملائكة بنات الله...قال تعالى..." وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين " و كذلك قوم ..جعلوا عيسى آبنا لله ..و هذا مِن الفِرية العظيمة على الخالق ، إذ ُسُبحانه لم يتخذ صاحبة و لا و لد ، لا ينحلُّ منه شىء و لا يحُلُّ هو في شىء لأنه ليس كمثـله شى.....هؤولاء كفّار نسبوا الجسمية و التبعيض لله...فمن آعتقد أنّ الله جسم لا يكون عرف و لا عبد ربه ، بل يكون حاله كحال هؤولاء المذمومين في قوله سُبحانه... وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين.....
أمّا الصمد ، فمعناه الذي تفتقر إليه كل الكائنات. و هو سُبحانه المُستغني عن كل المخلوقات...لا يحتاج لغيره...و يحتاج إليه كل ما سواه ...فإذا فكَّر العاقل بعقله السليم يعلم علم اليقين أن العالم بأسره ما أوجد نفسه بنفسه، إنَّمَا أو جَدَهُ مُوجِدٌ موصُوف بصفات الكمال اللائقة به ،مُنزه عن النقائص...كالجسمية و التركيب و التبعيض و الصورة و المقدار و الحجم و الإتصال و الإنفصال...لا يحويه مكان و لا يجري عليه زمان...لا مثيل له و لا نظير ليس كمثله شىء و هو السميع البصير